بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد...
المشروع: اعتماد التمحور المكاني للمعلم في المدارس.
الإمكانات: همم عالية, ونوايا صادقة.
المشروع:
إن التمحور المكاني للطلاب في المدارس نظام تقليدي, عليه ما عليه من السلبيات, وثورة المناهج التدريسية تقتضي ثورة في كل مقومات العملية التدريسية, لكن الإشكال أننا لا نبادر بل نقلد, ننتظر أحد أبواق الغرب ينادي بفكره لنعاضده بالبيان والبرهان.
المهم..
إن السير بشكل عكسي أحيانا يعطينا نتائج أكثر إيجابية, فيمكن أن نستبدل تمحور الطلاب بتمحور المعلم, وهذه الطريقة هي المتبعة قديما, إذ كنت تجد مجلسا خاصا بالفقه, وآخر للنحو وآخر للبلاغة, والمتعلم يختار ما يريد, والمشروع يحمل نفس الهيئة بالضبط إلا أنه لا يتيح للمتعلم اختيار ما يريد, بل يلتزم المتعلم بنظام المؤسسة التي يتبع لها, فيجمع المشروع بذاك بين طريقة القدماء والمحدثين, ليكون جامعا لمحاسن السابق واللاحق, وتتمثل فوائده في:
- تجهيز البيئة الصفية بكل ما يلزم, إذ إنه من غير المعقول أن يحمل المعلم عتاده ووسائله إلى كل فصل دراسي, وفي النظام الحديث سيتمكن المعلم من إعداد وسائله بكل سعة.
- ضمان حفظ الوسائل التعليمية المختلفة, فالطالب لا يجد فرصة لإفسادها لفقدانه حق السيطرة على الفصل بعد غياب المعلم.
- التخفيف من أعباء الإدارة, إذ لا داعي لكثير من الخطوات التي تتخذها الإدارة حفاظا على سلامة المدرسة.
- دفع الملل عن الطلاب والمعلم, فالطلاب يقومون بتغيير البيئة الصفية بعد كل درس, والمعلم يجد ما يريده في الفصل ويُعِدُّ ما ينقصه, ويعيش في جوِّه الخاص بمكانه الخاص فيعمل بنفس الراحة التي يجدها في بيته, ولا سبب لنشأة بوادر الملل عنده لأن مدة تمحوره أقل من مدة تمحور الطلاب, فهو يعمل ثلاث أو أربع حصص من مجموع ست حصص يتلقاها الطلاب.
- زيادة القدرة على الاستيعاب, فالطالب الذي لا يرتاح في مكان ما قد يرتاح في مكان آخر, والمكان الذي يشتت الانتباه ويضعف التركيز لا يمكن أن يهيمن على الطلاب لأن سلطته مقيدة, أتذكر هنا أحد أمثالنا (تغيير الوجوه رحمة) كذا فإن تغيير الأماكن رحمة ونعمة للطالب, ومن الظلم أن يفرض المكان الرديء نفسه على الطلاب كل يوم ولمدة عام كامل, مع وجود طلاب ينعمون بمكان جيد كل يوم ولمدة عام كامل.
- توفير الوقت والجهد في إدارة الفصل, فكل معلم يتبع أسلوبا معينا ينظم فيه الطلاب, ومما يسبب ضياع وقت الحصة أن يدخل المعلم الفصل فلا يجد النظام الذي يريد, أما مشروعنا فيتيح للمعلم أن يتبع النظام الذي يريده مع توفير الوقت والراحة, فيكفي إعداد حصة واحدة لليوم بكامله.
- التخلص من التكرير المتعب لبعض أعمال المعلم, فكتابة اختبار على السبورة أربع مرات في اليوم يضعف أداء المعلم آخر اليوم الوظيفي.
* مشاكل وحلول:
1- عدد الفصول الدراسية غير كافٍ لتنفيذ المشروع.
بالنسبة لعدد الفصول فليس بمشكلة, إذ يمكن اتِّباع أيدلوجية معينة تعين على تكتيك الفصول بالشكل المناسب, وذلك وفق رؤية خاصة, يمكنني أن أمثِّل عليها بالتالي:
مدرسة فيها عشرون فصلا دراسيا يتألف طاقمها التدريسي من خمسة وثلاثين مدرسا, يمكنني أن أطبق النظام الحديث بالصورة التالية:
يتم سرد التخصصات وترتيبها حسب الأولويات, والأولوية هنا للتخصص الأكثر احتياجا لمكان خاص, فالمواد التالية: (لغة عربية, انجليزية, تربية إسلامية, رياضيات, علوم, تكنولوجيا, رياضة, رسم, جغرافيا وتاريخ) تُرتَّب كما يلي: (علوم, تكنولوجيا, رسم, جغرافيا وتاريخ, رياضيات, لغة انجليزية, لغة عربية, تربية إسلامية, رياضة).
الأصل أن يكون لكل مدرس فصل, وبما أن عدد المدرسين يفوق عدد الفصول, فتُقسَّم الفصول العشرون إلى مجموعات, لكل تخصص مجموعة, وتوزع بالشكل المناسب مع الأخذ بالاعتبار توفر مختبرات خاصة بالعلوم والتكنولوجيا ومكان خاص بالتربية الرياضية, فيكون التقسيم كما يلي:
. اللغة العربية: خمسة فصول.
. اللغة الانجليزية: ثلاثة فصول.
. علوم: فصلان + مختبر.
. تكنولوجيا: فصل + مختبر.
. رسم: فصل.
. جغرافيا وتاريخ: ثلاثة فصول.
. رياضيات: ثلاثة فصول.
. تربية إسلامية: فصلان.
ويوضع الجدول المدرسي وفق التقسيم السابق.
2- هناك مشكلة في حفظ النظام خاصة أثناء التبديل بين الحصص الدراسية.
هذه ليست مشكلة أيضا, فباحة المدرسة محدودة وتحت سيطرة الرؤية, ويمكن للمدير والطاقم التدريسي مراقبة أي طالب متخلف, وإذا تم ضبط المدرسة من البداية على نظام معين بحزم فإن أثر ذلك يمتد إلى آخر العام الدراسي, بدايات قوية نهايات مطلوبة, ومن جهة أخرى فإن كل معلم يحمل كشفا بأسماء طلابه ويعلم جيدا كل من عنده في الحصة, وهو قادر على إدراك كل طالب دخيل.
هذا بالإجمال ومنه يمكن إدراك أبعاد أوسع وأوضح لمشروع كهذا بقليل من التفكير المجرد الصادق العميق.
والله الموفق والحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
والسلام عليكم..
يوسف بن حسن حجازي
الثلاثاء 28ديسمبر 2010, 22محرم 1432
11:30 مساء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد...
المشروع: اعتماد التمحور المكاني للمعلم في المدارس.
الإمكانات: همم عالية, ونوايا صادقة.
المشروع:
إن التمحور المكاني للطلاب في المدارس نظام تقليدي, عليه ما عليه من السلبيات, وثورة المناهج التدريسية تقتضي ثورة في كل مقومات العملية التدريسية, لكن الإشكال أننا لا نبادر بل نقلد, ننتظر أحد أبواق الغرب ينادي بفكره لنعاضده بالبيان والبرهان.
المهم..
إن السير بشكل عكسي أحيانا يعطينا نتائج أكثر إيجابية, فيمكن أن نستبدل تمحور الطلاب بتمحور المعلم, وهذه الطريقة هي المتبعة قديما, إذ كنت تجد مجلسا خاصا بالفقه, وآخر للنحو وآخر للبلاغة, والمتعلم يختار ما يريد, والمشروع يحمل نفس الهيئة بالضبط إلا أنه لا يتيح للمتعلم اختيار ما يريد, بل يلتزم المتعلم بنظام المؤسسة التي يتبع لها, فيجمع المشروع بذاك بين طريقة القدماء والمحدثين, ليكون جامعا لمحاسن السابق واللاحق, وتتمثل فوائده في:
- تجهيز البيئة الصفية بكل ما يلزم, إذ إنه من غير المعقول أن يحمل المعلم عتاده ووسائله إلى كل فصل دراسي, وفي النظام الحديث سيتمكن المعلم من إعداد وسائله بكل سعة.
- ضمان حفظ الوسائل التعليمية المختلفة, فالطالب لا يجد فرصة لإفسادها لفقدانه حق السيطرة على الفصل بعد غياب المعلم.
- التخفيف من أعباء الإدارة, إذ لا داعي لكثير من الخطوات التي تتخذها الإدارة حفاظا على سلامة المدرسة.
- دفع الملل عن الطلاب والمعلم, فالطلاب يقومون بتغيير البيئة الصفية بعد كل درس, والمعلم يجد ما يريده في الفصل ويُعِدُّ ما ينقصه, ويعيش في جوِّه الخاص بمكانه الخاص فيعمل بنفس الراحة التي يجدها في بيته, ولا سبب لنشأة بوادر الملل عنده لأن مدة تمحوره أقل من مدة تمحور الطلاب, فهو يعمل ثلاث أو أربع حصص من مجموع ست حصص يتلقاها الطلاب.
- زيادة القدرة على الاستيعاب, فالطالب الذي لا يرتاح في مكان ما قد يرتاح في مكان آخر, والمكان الذي يشتت الانتباه ويضعف التركيز لا يمكن أن يهيمن على الطلاب لأن سلطته مقيدة, أتذكر هنا أحد أمثالنا (تغيير الوجوه رحمة) كذا فإن تغيير الأماكن رحمة ونعمة للطالب, ومن الظلم أن يفرض المكان الرديء نفسه على الطلاب كل يوم ولمدة عام كامل, مع وجود طلاب ينعمون بمكان جيد كل يوم ولمدة عام كامل.
- توفير الوقت والجهد في إدارة الفصل, فكل معلم يتبع أسلوبا معينا ينظم فيه الطلاب, ومما يسبب ضياع وقت الحصة أن يدخل المعلم الفصل فلا يجد النظام الذي يريد, أما مشروعنا فيتيح للمعلم أن يتبع النظام الذي يريده مع توفير الوقت والراحة, فيكفي إعداد حصة واحدة لليوم بكامله.
- التخلص من التكرير المتعب لبعض أعمال المعلم, فكتابة اختبار على السبورة أربع مرات في اليوم يضعف أداء المعلم آخر اليوم الوظيفي.
* مشاكل وحلول:
1- عدد الفصول الدراسية غير كافٍ لتنفيذ المشروع.
بالنسبة لعدد الفصول فليس بمشكلة, إذ يمكن اتِّباع أيدلوجية معينة تعين على تكتيك الفصول بالشكل المناسب, وذلك وفق رؤية خاصة, يمكنني أن أمثِّل عليها بالتالي:
مدرسة فيها عشرون فصلا دراسيا يتألف طاقمها التدريسي من خمسة وثلاثين مدرسا, يمكنني أن أطبق النظام الحديث بالصورة التالية:
يتم سرد التخصصات وترتيبها حسب الأولويات, والأولوية هنا للتخصص الأكثر احتياجا لمكان خاص, فالمواد التالية: (لغة عربية, انجليزية, تربية إسلامية, رياضيات, علوم, تكنولوجيا, رياضة, رسم, جغرافيا وتاريخ) تُرتَّب كما يلي: (علوم, تكنولوجيا, رسم, جغرافيا وتاريخ, رياضيات, لغة انجليزية, لغة عربية, تربية إسلامية, رياضة).
الأصل أن يكون لكل مدرس فصل, وبما أن عدد المدرسين يفوق عدد الفصول, فتُقسَّم الفصول العشرون إلى مجموعات, لكل تخصص مجموعة, وتوزع بالشكل المناسب مع الأخذ بالاعتبار توفر مختبرات خاصة بالعلوم والتكنولوجيا ومكان خاص بالتربية الرياضية, فيكون التقسيم كما يلي:
. اللغة العربية: خمسة فصول.
. اللغة الانجليزية: ثلاثة فصول.
. علوم: فصلان + مختبر.
. تكنولوجيا: فصل + مختبر.
. رسم: فصل.
. جغرافيا وتاريخ: ثلاثة فصول.
. رياضيات: ثلاثة فصول.
. تربية إسلامية: فصلان.
ويوضع الجدول المدرسي وفق التقسيم السابق.
2- هناك مشكلة في حفظ النظام خاصة أثناء التبديل بين الحصص الدراسية.
هذه ليست مشكلة أيضا, فباحة المدرسة محدودة وتحت سيطرة الرؤية, ويمكن للمدير والطاقم التدريسي مراقبة أي طالب متخلف, وإذا تم ضبط المدرسة من البداية على نظام معين بحزم فإن أثر ذلك يمتد إلى آخر العام الدراسي, بدايات قوية نهايات مطلوبة, ومن جهة أخرى فإن كل معلم يحمل كشفا بأسماء طلابه ويعلم جيدا كل من عنده في الحصة, وهو قادر على إدراك كل طالب دخيل.
هذا بالإجمال ومنه يمكن إدراك أبعاد أوسع وأوضح لمشروع كهذا بقليل من التفكير المجرد الصادق العميق.
والله الموفق والحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
والسلام عليكم..
يوسف بن حسن حجازي
الثلاثاء 28ديسمبر 2010, 22محرم 1432
11:30 مساء.
تعليقات
إرسال تعليق