التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طريق التحرير,, لكل فلسطيني وعربي,, ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد
إن القضية التي يلزم التمحور حولها هي قضية تحرير فلسطين, وهذه القضية تتطلب استغلال أكبر  قدر ممكن من الممكن, ومحاولة كسب قدر من غير الممكن لمن هم تحت احتلال, ومن أولى خطوات الاستعداد للتحرير توحيد الأمة المقاتلة تحت لواء واحد, لأن ذلك سبب في حفظ النظام الداخلي للأمة, ويتم ذلك بتوحيد السلاح وتوحيد القيادة, وإذابة الأطراف في طرف واحد, والقضاء على كل من يخالف ما يتفق عليه الجميع من أولي النهى, وبعد توحيد الأمة تأتي الخطوة الثانية هي إنشاء جيش موحد لهذه الأمة من أبناء الشعب كافة, ثم الخطوة الثالثة هي البحث عن الحلفاء, وأفضل الحلفاء القوي الذي يوافق الأمة في الدين واللغة, ثم القوي المخالف, ثم المقارب الموافق ثم المقارب المخالف, ويمكن أن تتحالف الأمة مع الأضعف لتكسب موارده لا ليدافع عنها, حيث إن الأمة تحمل عبء الدفاع عن الأضعف مقابل استغلال ما عنده, ويقتضي عملية التحرير خطوة مرتبطة بقضية الحلفاء, هذه الخطوة من الممكن ألا ترضي الكثير, هي دمج غزة مع مصر إذا ما استقرت الأمور في مصر, وهذا الدمج يكون جزئيا, بحيث تكون الشئون الداخلية بيد الغزيين, أما الشئون الخارجية والدفاع يكون بالشراكة بين الغزيين والقوات المصرية, من الممكن أن ترفض مصر هروبا من حمل عبء الدفاع عن غزة إلا أن واجب الدين والعروبة يلزم مصر بذلك, والأمر الذي يرفضه في توحيد الأمة الجميع هو عملية سحب السلاح من الفصائل المسلحة في قطاع غزة, لكن الرفض يستحيل قبولا إذا أدركت الفصائل أن السلاح سيبقى مقاوما لكن بصورة متحدة دون تشتت لأن القوة الضعيفة إذا رُكِّزتْ قَوِيت, وإذا شُتِّتتْ ضَعفتْ, فإذا كان لديك قطعة سلاح وستة أشخاص فلا يمكن أن تشتت المجموعة بل عليك أن تركز ضرباتها, أما إذا امتلكت قطعتين فيمكن أن تقسم المجموعة إلى فرقتين, ثم الرفض قد يكون لمبدأ توحيد الأمة لاقتصارها على قطاع غزة دون الضفة, وهذا الرفض قد يُرد إذا افترضنا أن الضفة الغربية تخضع لاحتلال اليهود فعليا ولا يوجد فيها حكم فلسطيني ذاتي بالمعنى الحقيقي, إذ الحكم الفلسطيني قاصر عن القيام بواجباته بسبب سياسة الاحتلال التي جعلت منه تبعا لها, وهذا القصور مع التبعية يفرض علينا القبول بقضية اعتبار الضفة الغربية تخضع للاحتلال وتتطلب تحريرا كما تل الربيع وحيفا والجولان, ومن الممكن أن يكون رفض هذا الأمر بسبب مساحة القطاع المحدودة جدا, لكن لا مجال للرفض, لأن القطاع الذي استطاع أن يحتضن عنف الانقسام قادر على أن يحتضن قوة الاتحاد, وقد يرى البعض أن الأجواء العربية لا تساعد على هذا الأمر, والحق أن الأجواء العربية أفضل ميقات لحدوث الاتحاد, لأن العرب تجيش صدورهم عداوة على اليهود, ويتقبلون الآن أي فكرة من شأنها أن تضعف اليهود, إذ الشعوب تحاول الاحتكاك مع الاحتلال اليهودي بكل ما لديها, في النوادي والشوارع والمظاهرات والمقاهي, لأنهم يعدون اليهود فيروسات دخيلة على الهيكل العربي, ويرون أنهم هم السبب الحقيقي وراء مشكلات العرب الداخلية والخارجية حتى اللا مُتدين منهم, كذا تجد كل الذين يحاولون الصعود على سدة الحكم الآن يتخذون من العداء لليهود دعاية لهم, ويستغلون قضية فلسطين لإثارة الجماهير, إن الأرض العربية تقول لفلسطين بصمت: اتحدي, لا يمكن لنا أن نتحرر ونحن أشتات, لا يمكن أن نتقدم ونحن لا نتحدث إلا عن الماضي, كل اللقاءات والاجتماعات التي تخص القضية الفلسطينية لا تجاوز أحداثا ماضية, نحن نريد أن نتطلع إلى المستقبل, وما الذي يجب فعله للوصول إلى الهدف؟ قد يتعجب البعض من كيفية ذوبان تنظيم في تنظيم لأن أفراد كل تنظيم لا يقبلون ذلك البتة, لكن العجب يزول عندما ندرك أن المطلوب ليس إذابة فصيل في آخر, إنما المطلوب هو إذابة الجميع في الوطن, ليصبح الجميع فلسطينيا خالصا, إذ لا يعقل أن يرفض أحد من أي فصيل أن يكون فلسطينيا, وقد يعترض البعض على إذابة الجميع في الوطن لا في الدين, لكن الاعتراض هنا لا ينبغي لأن الدين أكبر من كل الاعتبارات, حيث إن الفلسطينيين كافة مسلمون إلا نسبة قلية جدا من النصارى واليهود, أسأل الله السداد والتوفيق..
والحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين...

يوسف بن حسن حجازي
الأربعاء
20حزيران2012مـ/ 30رجب1433هـ 
6:55مساء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أهمية الدراسة الدلالية في نقد الشعر

أهمية الدراسة الدلالية في نقد الشعر يوسف حسن حجازي .. الدراسة الدلالية للنص هي دراسة كل ما يعين على الوصول إلى الصورة المطلوبة للنص, وقديما كانت الدلالة يقصد بها المعنى, ينقل مرتضى الزبيدي عن الفارابي في تاج العروس قوله: (ومعنى الشيء ومعناته واحد, ومعناه وفحواه ومقتضاه ومضمونه كله هو ما يدل عليه اللفظ) [1] , أما حديثا فقد شملت الدلالة كل ما يحمله النص من أصغر بنية وهي الحركة إلى أكبر بنية وهي التركيب وما يؤديه البناء الموضوع من معنى وما فيه من صوت وحركة ولون, وقد ذكر الدكتور هادي نهر أن المحدثين منهم من ذهب إلى القول بالترادف بين الدلالة والمعنى, ومنهم من رأى أن المعنى أوسع من الدلالة لاقتصار الأخير على اللفظة المفردة, ومنهم من رأى أن الدلالة أوسع من المعنى فكل دلالة عندهم تتضمن معنى وليس كل معنى يتضمن دلالة فبينهما عموم وخصوص [2] , ويقول في علم الدلالة التطبيقي: (أما الدلالة في الاصطلاح فتعني ما يتوصل به إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعنى الذي توحي به الكلمة المعينة أو تحمله أو تدل عليه) [3] , ليحدد بعد ذلك تعريف علم الدلالة معتمدا على مفهوم الدلالة بأنه علم خاص بدراسة

عناصر الرواية

بسم الله الرحمن الرحيم الروايــة: هي فن سردي نثري يجمع بين الحقيقة والخيال يتصف بالطول عادة [1] . * عناصر الرواية : الشخوص, الزمان, المكان, الأحداث, الصراع , النظم, الفكرة, النهاية والحل, اللغة, الكاتب. 1- الشخوص: هي التي تتشكل بتفاعلها ملامحُ الرواية, وتتكوَّن بها الأحداثُ, لذا فعلى الروائيّ أن ينتقيَ شخوصَ روايته بحكمة بحيث يجعل الشخصية المناسبة في المكان المناسب. تنقسم الشخوص إلى قسمين: إما أن تكون صادقة يمثلها البشر أو كاذبة تتجسد في الحيوانات أو الجمادات, وقد يجمع الروائي بين البشر والحيوانات أو الجمادات في خياله الروائي, وسبق أن قرأت  قصة قصيرة دارت أحداثها بين قلم وممحاة. • ويمكن أن أُقَسِّمَ الشخصيات من حيث الدور الذى تقوم به إلى: شخصيات رئيسة وشخصيات ثانوية, فالشخصية الرئيسة هي التي تتواجد في المتن الروائي بنسبة تفوق الخمسين بالمائة, وتبرز من مجموع الشخصيات الرئيسة شخصية مركزية تقود بطولة الرواية. أما الشخصية الثانوية فهي كالعامل المساعد في التفاعل الكيميائي يأتي بها الروائي لربط الأحداث أو إكمالها, وهذا لا يعنى أنها غير مؤثرة, فإن كانت كذلك

مقالة في الكتابة العروضية.. يوسف حسن حجازي

مقالة في الكتابة العروضية يوسف حسن حجازي .. تحميل مقالة في الكتابة العروضية