من
الموروثات التي ترددت على سمعنا كثيرا قولهم: (السؤال عن الكيف بدعة) مع أن موسى
لم يسأل عن كيفية الاستواء بل سأل الله عن كيفية ذاته إذ طلب منه أن يراه, ولم
يجبه الله أن هذا بدعة..
علينا أن نسأل دائما حتى عن الله لأننا نعبده ونحبه, وعلى أهل العلم أن يجيبوا بالمناسب, ولا يصح لجم السؤال بأحجار التهويل, ونحن بهذا نقترب من (نحن أولى بالشك من إبراهيم) أي نحن أولى بالحقائق من إبراهيم, لأن الشك الخطوة الأولى للوصول إلى الحقيقة..
يوسف حسن حجازي
***
إنني
لا أطلب أن يتفكر أحد في ذات الله لأن الوصول إليها مستحيل لعدم وجود الشبيه (ليس
كمثله شيء), إنما أقصد ألا يحظر السؤال, فمن الممكن أن يسأل الإنسان عن الله, لكن
على المتخصصين أن يقنعوه بأن ذلك مستحيل لأن الذات الإلهية لها صفات تمنع من
تصورها, أي علينا أن نقنع الآخرين لا أن نلجم عقولهم.. علينا أن نستوعب السؤال وأن
نجيب بالمناسب, لا أن نجرم السؤال..
يقول
الدكتور حاتم الشريف: الإسلام لا يعرف سؤالا ممنوعا، ما دام بقصد معرفة الحق، ولا
يمنع الجدل في أكبر اليقينيات، ما دام جدلا بعلم, يقول الله تعالى: "وَمِنَ
النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْم", قال الطوفي في الإشارات
الإلهية إلى المباحث الأصولية: (منطوقه: ذم الجدل بغير علم، ومفهومه: جواز الجدل
حتى في الله عز وجل بعلم).اهـ.
يوسف
حسن حجازي
تعليقات
إرسال تعليق