اعتقد البعض أن الكون استغرق ملايين السنين ليتكون, وذلك أنهم
اعتمدوا على قواعدهم الرياضية في تحديد ذلك, إذ حسبوا التمدد الكوني في فترة ما,
ثم على أساس ذلك الحساب قدروا عمر الجزء الذي تمدد, واعتقدوا أن القياسات مطردة في
الكون, وهذا ليس صحيحا البتة, لأن الكون عندهم جسم لامتناه في الصغر حدث فيه
انفجار هائل, هذا الانفجار أخذ بالتمدد شيئا فشيئا إلى أن أصبح لا محدودا, وهذا
الكلام يدل على مدى إلحادهم بالخالق جل وعلا, فالخالق هو الذي ركب الكون بأمره ولم
يترك المادة تكون نفسها من البداية, وعندما أتم الخلق وأتم المادة جعلها متوالدة,
فكل مادة يمكنها أن تحافظ على أصلها بما جعله الله فيها من القدرة على التوالد,
وإذا كان الله قد وضع الأصل فإن الفروع لأصلها, فمثلا قد خلق الله آدم ثم جعله
مادة متوالدة غير مهملة, أي أن كل من ينتج عن آدم يعد مادة منسولة منه لأن هذه
المادة من طبيعتها التي جعلها الله لها القدرة على الحفاظ على البقاء, وكأن خلق كل
البشر ليس إلا خلق رجل واحد هو آدم, أما الباقي فهم متوالدون منه, والله عز وجل
يقول: "وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة", لذا نجد الملاحدة يجادلون
في الخلق بحجة أن المادة قادرة على أن تحافظ على بقائها, لكن لو وجهنا سؤالا عن
موجد أصل هذه المادة, فإنهم لا شك سيتوقفون طويلا وسيجيبون عاجزين أن المادة وجدت
صدفة, وهذا قمة السفه الذي يدَّعون محاربته..
يوسف حسن حجازي
تعليقات
إرسال تعليق