التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حفاظ المادة على نفسها..

اعتقد البعض أن الكون استغرق ملايين السنين ليتكون, وذلك أنهم اعتمدوا على قواعدهم الرياضية في تحديد ذلك, إذ حسبوا التمدد الكوني في فترة ما, ثم على أساس ذلك الحساب قدروا عمر الجزء الذي تمدد, واعتقدوا أن القياسات مطردة في الكون, وهذا ليس صحيحا البتة, لأن الكون عندهم جسم لامتناه في الصغر حدث فيه انفجار هائل, هذا الانفجار أخذ بالتمدد شيئا فشيئا إلى أن أصبح لا محدودا, وهذا الكلام يدل على مدى إلحادهم بالخالق جل وعلا, فالخالق هو الذي ركب الكون بأمره ولم يترك المادة تكون نفسها من البداية, وعندما أتم الخلق وأتم المادة جعلها متوالدة, فكل مادة يمكنها أن تحافظ على أصلها بما جعله الله فيها من القدرة على التوالد, وإذا كان الله قد وضع الأصل فإن الفروع لأصلها, فمثلا قد خلق الله آدم ثم جعله مادة متوالدة غير مهملة, أي أن كل من ينتج عن آدم يعد مادة منسولة منه لأن هذه المادة من طبيعتها التي جعلها الله لها القدرة على الحفاظ على البقاء, وكأن خلق كل البشر ليس إلا خلق رجل واحد هو آدم, أما الباقي فهم متوالدون منه, والله عز وجل يقول: "وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة", لذا نجد الملاحدة يجادلون في الخلق بحجة أن المادة قادرة على أن تحافظ على بقائها, لكن لو وجهنا سؤالا عن موجد أصل هذه المادة, فإنهم لا شك سيتوقفون طويلا وسيجيبون عاجزين أن المادة وجدت صدفة, وهذا قمة السفه الذي يدَّعون محاربته..

يوسف حسن حجازي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أهمية الدراسة الدلالية في نقد الشعر

أهمية الدراسة الدلالية في نقد الشعر يوسف حسن حجازي .. الدراسة الدلالية للنص هي دراسة كل ما يعين على الوصول إلى الصورة المطلوبة للنص, وقديما كانت الدلالة يقصد بها المعنى, ينقل مرتضى الزبيدي عن الفارابي في تاج العروس قوله: (ومعنى الشيء ومعناته واحد, ومعناه وفحواه ومقتضاه ومضمونه كله هو ما يدل عليه اللفظ) [1] , أما حديثا فقد شملت الدلالة كل ما يحمله النص من أصغر بنية وهي الحركة إلى أكبر بنية وهي التركيب وما يؤديه البناء الموضوع من معنى وما فيه من صوت وحركة ولون, وقد ذكر الدكتور هادي نهر أن المحدثين منهم من ذهب إلى القول بالترادف بين الدلالة والمعنى, ومنهم من رأى أن المعنى أوسع من الدلالة لاقتصار الأخير على اللفظة المفردة, ومنهم من رأى أن الدلالة أوسع من المعنى فكل دلالة عندهم تتضمن معنى وليس كل معنى يتضمن دلالة فبينهما عموم وخصوص [2] , ويقول في علم الدلالة التطبيقي: (أما الدلالة في الاصطلاح فتعني ما يتوصل به إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعنى الذي توحي به الكلمة المعينة أو تحمله أو تدل عليه) [3] , ليحدد بعد ذلك تعريف علم الدلالة معتمدا على مفهوم الدلالة بأنه علم خاص بدراسة

عناصر الرواية

بسم الله الرحمن الرحيم الروايــة: هي فن سردي نثري يجمع بين الحقيقة والخيال يتصف بالطول عادة [1] . * عناصر الرواية : الشخوص, الزمان, المكان, الأحداث, الصراع , النظم, الفكرة, النهاية والحل, اللغة, الكاتب. 1- الشخوص: هي التي تتشكل بتفاعلها ملامحُ الرواية, وتتكوَّن بها الأحداثُ, لذا فعلى الروائيّ أن ينتقيَ شخوصَ روايته بحكمة بحيث يجعل الشخصية المناسبة في المكان المناسب. تنقسم الشخوص إلى قسمين: إما أن تكون صادقة يمثلها البشر أو كاذبة تتجسد في الحيوانات أو الجمادات, وقد يجمع الروائي بين البشر والحيوانات أو الجمادات في خياله الروائي, وسبق أن قرأت  قصة قصيرة دارت أحداثها بين قلم وممحاة. • ويمكن أن أُقَسِّمَ الشخصيات من حيث الدور الذى تقوم به إلى: شخصيات رئيسة وشخصيات ثانوية, فالشخصية الرئيسة هي التي تتواجد في المتن الروائي بنسبة تفوق الخمسين بالمائة, وتبرز من مجموع الشخصيات الرئيسة شخصية مركزية تقود بطولة الرواية. أما الشخصية الثانوية فهي كالعامل المساعد في التفاعل الكيميائي يأتي بها الروائي لربط الأحداث أو إكمالها, وهذا لا يعنى أنها غير مؤثرة, فإن كانت كذلك

هل يمكن أن يكون الظلام مادة يسري فيها الضوء؟!!

الضوء فوتونات تنتقل عبر الفراغ, ألا يمكن أن يكون الظلام جسيمات الفراغ نفسه؟!! أي أن الفراغ غير موجود حقيقة, والظلام عبارة عن جسيمات تملأ الكون, فإذا أصدرنا ضوءا فإن الضوء يسقط على هذه الجسيمات ويكسبها الإنارة, لذا نرى شعاع الضوء منيرا غير مشع, لأن ضوء المصدر يسقط على الظلام فينير الظلام, من الممكن أن يكون هذا غريبا, لكن أليس الظلام قابلا للإنارة؟ ولنا أن نرى ما يحيط بشعاع النور عند إصداره, قد يعتقد البعض أن الهواء هو الذي يحيط بالنور, لكن إذا أزلنا الهواء فماذا يبقى؟!! ولتوضيح ذلك تذكر عندما كنت تستيقظ من النوم وأشعة الشمس تتخلل من النافذة فتقوم وتنفض فراشك, فإنك كنت تلاحظ منظرا جميلا حيث تسير جزيئات الغبار بشكل رائع خلال أشعة الشمس, وفي الحقيقة فإن الغبار يملأ الغرفة لكن لا يبدو منه إلا ما وقع عليه الضوء, وعندما نرى ذلك يكون تساؤلنا: هل الغبار كشف لنا الضوء, أو الضوء هو الذي كشف لنا الغبار؟ والجواب طبعا أن الضوء هو الذي كشف لنا الغبار المنتشر حولنا في المسار الذي يسلكه الضوء فقط وليس في كل المحيط, تماما كما يكشف الضوء جسيمات الظلام في المسار الذي يسير فيه فقط.. يوسف حسن حجازي